سورة لقمان - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (لقمان)


        


{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)}
{السماوات} {رَوَاسِيَ}
(10)- وَمِنَ الأَدِلَّةِ عَلَى قُدْرَتِهِ عَلَى البَعْثِ والنُّشُورِ، أَنَّهُ خَلَقَ السَّماوَاتِ لا تَسْتَنِدُ إِلى أَعْمِدَةٍ تَحْمِلُها، كَمَا يَرَى النَّاسُ ذَلك، وَإِنَّما تَقُومُ بقُدرَتِهِ تَعَالى وَإِرَادَتِهِ، وَجَعَل في الأرضِ جِبَالاً تُرسِيهَا وَتُثَبِّتُهُا لِكَيْلا تَضْطَرِبَ بِمَنْ عَلَيْها، وَتَمِيدَ بِهمْ، وَخَلَقَ فِي الأَرضِ حَيَوانَاتٍ مِنْ مُخْتَلِفِ الأشْكَالِ والأَنْواعِ والأَلْوَانِ، وَبَثَّهَا فِيها، ثُمَّ أَنْزَلَ تَعَالى مَطَراً مِنَ السَّمَاءِ فَسَقى بهِ الأَرضَ وَرَوَّاها، فَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ صنْفٍ كَريمٍ في النَّبَاتِ، فِيهِ المَنْفَعَةُ العَمِيمَةُ للمَخْلُوقَاتِ.
بِغَيْرِ عَمَدٍ- بغيرِ دَعَائِمَ وَأَسَاطِينَ تُقِيمُها.
رَوَاسِيَ- جِبالاً ثَوَابِتَ.
أَنْ تَمِيدَ- أَنْ تَضْطَرِبَ بِكُمْ.
زَوْجٍ كَرِيمٍ- صِنْفٍ حَسَنٍ كَثيرِ المَنْفَعَةِ.
بَثَّ فيها- نَشَرَ وَفَرَّقَ وأَظْهَرَ فِيها.


{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)}
{الظالمون} {ضَلالٍ}
(11)- وَرَفْع السَّماءِ بِغيرِ عَمَدٍ، وخَلْقَ الأَرْضِ وَمَا فِيها مِنْ جِبَالٍ تُرسِيها، وَخَلْقُ كُلِّ نَبَاتٍ، وَكُلِّ صِنْفٍ كَرِيمٍ بَهيجٍ في الأرْضِ... كُلُّ ذَلِكَ مِنْ خَلْقِ اللهِ، وَتَقْدِيرِهِ وَحْدَهُ لا شَريكَ لهُ في ذلِكَ، فأَرُوْنِي يَا ايُّهَا المُشْرِكُونَ مَاذَا خَلَقَ الذِينَ تَعْبُدُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَصْنَامٍ وَأَوْثَانٍ.. حَتَّى اسْتَحَقُّوا مِنْكُمْ مِثْلَ هذِهِ العِبَادَةِ؟ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ المُشْرِكينَ باللهِ، والعَابِدينَ سِوَاهُ هُمْ فِي جهلٍ وَعَمَايَةً، وَضَلالٍ وَاضِحٍ ظَاهرٍ لا خَفَاءَ فِيهِ.


{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12)}
{آتَيْنَا} {لُقْمَانَ}
(12)- أَكْثَرُ المُفَسِّرِينَ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ لُقْمَانَ كَانَ رَجُلاً صَالِحاً وَلَيسَ نَبِياً، وَهُوَ عَبْدٌ حَبَشِيٌ كَانَ يَعْمَل نَجَّاراً، وَقَدْ أََعْطَاهُ اللهُ تَعَالى الفَهْمَ والعِلَمَ الصَّحِيحَ والرَّأْيَ الصَّائِبَ. وأَمَرَهُ تَعَالى بِشُكْرِهِ سُبْحَانَهُ عَلَى ما آتاهُ اللهُ، وَعَلَى مَا خَصَّهُ بِهِ مِنَ العِلْمِ والفَضْلِ عَلَى أَهْلِ زَمَانِهِ، وَمَنْ شَكَرَ اللهَ عَلَى نِعَمِهِ، فَإِنَّهُ إِنَّما يَفْعَلُ ذَلِكَ لِخَيرِ نَفْسِهِ وَمَنْفَعَتِها، أَمَّا مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العِبَادِ، لا يَتَضَرٌّرُ بِذَلِكَ، وَلَوْ كَفَرَ أَهْلُ الأَرْضِ جَمِيعاً، فَهُوَ غَنِيٌّ عَنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ، وَهُوَ مُسْتَحِقٌّ لِلْحَمْدِ والثَّنَاءِ، وَإِنْ لَمْ يَحْمَدْهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ.
الحِكْمَةَ- العَقْلَ والفَهْمَ والفِطْنَةَ وإِصَابَةَ القَوْلِ.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8